يعيش مواطنو ولاية بومرداس عشية استقبال شهر رمضان الفضيل تحت هاجس الارتفاع المفاجئ وغير المبرر في أسعار الخضروات والمواد ذات الاستهلاك الواسع، مثلما عهدوه خلال السنوات الماضية رغم التطمينات المقدمة من طرف مديرية التجارة بتكثيف عملية الرقابة على النشاط والعمل على التطبيق الصارم لتعليمات الوزارة الوصية المتعلقة بتسقيف الأسعار وتحديد هامش الربح القانوني، خاصة في ظل الوفرة لتزامن هذا الشهر مع المحاصيل الموسمية لمختلف المنتجات الأساسية.
يتساءل المواطنون بولاية بومرداس مثلما استقته “الشعب” لدى عدد من أرباب العائلات، هل فعلا شهر رمضان لهذه السنة سيكون مغايرا وسيشهد تكثيفا لعملية الرقابة على الممارسات التجارية من قبل أعوان مديرية التجارة ومدى قدرتهم على متابعة سلسلة التسويق وتلك الحلقة الخفية بين سوق الجملة والتجزئة بالنسبة للخضر والفواكه التي يسيطر عليها المضاربون، الذين أنهكوا جيوب المستهلك رغم كل المحاولات والإجراءات التي اتّخذت في السنوات السابقة لتحييدهم وتحرير النشاط من قبضتهم وتحديد المسؤوليات؟ أم أن التعليمات المتخذة سرعان ما يتكيف معها التجار أو حتى التمرد عليها، خاصة وأن كل المؤشرات الميدانية تشير أن الأسعار الحالية في أسواق بومرداس لا يمكنها بين عشية وضحاها أن تتجاوب آليا مع الأسعار المرجعية التي أعلنت عنها وزارة التجارة لبعض المواد الأساسية كالبطاطا التي تسوق بـ 55 دينار أي أعلى من السعر المرجعي بـ 10 دينار، الطماطم المسقفة ما بين 90 و110 في سوق التجزئة هي تتجاوز حاليا 130 دينار، الكوسة أيضا المحددة بسعر 65 دينار لكنها تتجاوز هذا السعر بكثير وغيرها من المنتجات الأخرى التي لم تنزل حاليا تحت 100 دينار ما عدا مادة البصل، في حين بلغ سعر الفاصولياء الخضراء 230 دينار.
بالمقابل تشهد أسعار الفواكه ارتفاعا كبيرا وبعضها لم يعد في متناول المستهلك والعائلات محدودة الدخل، فعلى الرغم من تحديد السعر المرجعي لفاكهة الموز بـ 250 دينار، فإنه يصل حاليا في أسواق بومرداس إلى 320 دينار، البرتقال ذات النوعية المتوسطة ما بين 160 إلى 180 دينار وتتعدى 300 دينار بالنسبة للنوعية الجيدة، في حين دخل منتوج البطيخ الأحمر هذه السنة بأسعار مرتفعة تتجاوز 120 دينار للكلغ و250 دينار للبطيخ الأصفر، أما سعر التمر الذي يزداد عليه الطلب خلال شهر رمضان يبقى بعيدا عن المتناول، حيث يتراوح سعره ما بين 500 الى 700 دينار رغم أنه ينتج محليا وبكمية كبيرة كل سنة.
هذه الإطلالة الخفيفة على واقع أسعار الخضر والفواكه في أسواق بومرداس مؤشر حسب بعض المواطنين على أن شهر رمضان “لن يكون أفضل ولا ننتظر بين عشية وضحاها تراجع الأسعار، وتجاوبها مع الأسعار المرجعية التي حددتها وزارة التجارة بسبب حالة الفوضى، التي لا زالت تطبع القطاع وبقاء جزء كبير من الأنشطة التجارية، خاصة في مجال الخضروات خارج مراقبة مصالح مديرية التجارة تحت ذريعة قانون السوق الذي يعبث به المضاربون، واستمرار انتشار التجارة الفوضوية في انتظار تجسيد التعليمات الأخرى المتعلقة بإنشاء أسواق جوارية وتجميع التجار الفوضويين في فضاءات جديدة ستنشأ بالتنسيق مع السلطات المحلية داخل الأحياء السكنية لتنظيم النشاط وخلق مناصب الشغل، وهذا بالطبع يبقى من المهمات الصعبة.